اليمنجمعيات ومنظماتدول الخليجسلايد 1
اليمن : علي عبدالله صالح يستعرض قوته في طوق صنعاء القبلي
شيوخ قبائل حاشد يحذرون الحوثيين من السيطرة على المؤسسات الحكومية بالقوة.
حاضر في صنعاء وأطرافها
صنعاء – تحولت صلاة الجمعة في جامع الصالح بالعاصمة اليمنية صنعاء إلى تظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من أنصار الرئيس السابق علي عبدالله صالح في تحد قوي للحوثيين الذين بدا أنهم فشلوا في اختبار القوة في صنعاء.
وقالت مصادر محلية إن المصلين رددوا عقب الانتهاء من الصلاة العديد من الهتافات المناوئة للحوثيين والمؤيدة لصالح، بحضور العميد طارق محمد عبدالله صالح قائد الحراسة الخاصة بالرئيس صالح الذي قاد المواجهات المسلحة مع المتمردين الحوثيين في عدد من أحياء جنوب العاصمة خلال اليومين الماضيين.
وأكد شهود عيان خلو جامع الصالح ومحيطه من أي تواجد حوثي، مما يؤكد صحة الأنباء التي تحدثت عن تمكن تعزيزات تابعة للرئيس السابق من استرداد الجامع عقب ساعات من سيطرة الميليشيا الحوثية عليه.
وأضافت المصادر أن ليل الخميس الجمعة شهد تطورا لافتا في نوعية الاشتباكات في عدد من شوارع صنعاء، حيث تم استخدام قذائف “آر بي جي” وصواريخ لو للمرة الأولى، مشيرة إلى تمكن القوات التي يقودها طارق صالح من تطهير عدد من الأحياء المحيطة بمنازل صالح وعائلته وقيادات حزبه جنوب العاصمة، الأمر الذي يعني خسارة الحوثيين لأول جولة مواجهات عسكرية مباشرة مع الرئيس السابق في صنعاء.
ويشير العديد من المراقبين إلى فشل الحوثيين في اختبار القوة الذي أجروه مع صالح، والذي كان يهدف إلى إحداث انتصار خاطف وتحقيق مكاسب إضافية على الأرض من دون تحول الأمر إلى مواجهة عسكرية شاملة، وهو ما يدركه الرئيس السابق الذي يجيد التعامل مع الاستراتيجية الحوثية التي أثبتت فشلها في خوض معارك داخلية طويلة الأمد، في ظل غياب الحاضنة الشعبية لها في صنعاء ومحيطها التي تدين معظم قبائلها بالولاء لصالح.
وفي تطور مهم على صعيد استدعاء صالح لعوامل قوته الاستراتيجية، عقد شيوخ قبائل حاشد التي ينتمي إليها الرئيس السابق اجتماعا طارئا الجمعة في مدينة “خمر” بمحافظة عمران (شمال صنعاء)، وبعث الاجتماع برسائل مهمة للحوثيين في ما يتعلق بموقف القبيلة من الصراع بين الحوثي وصالح.
ودعا البيان الصادر عن الاجتماع إلى احترام الشراكة بين الطرفين في تطابق تام مع بيان المؤتمر الذي اتهم “أنصار الله” بالتنصل من اتفاق الشراكة، كما أعلن البيان رفض قبيلة حاشد المطلق “لأي اعتداء على مؤسسات الدولة والمجتمع والممتلكات العامة والخاصة والتعدي على الشخصيات الاعتبارية في منازلها”، في إشارة إلى الرئيس صالح وأفراد عائلته.
وحذر البيان جماعة الحوثي التي قال إنها “فرضت نفسها بالقوة كسلطة أمر واقع واستحوذت على القرار في جغرافيا قبيلة حاشد” مما وصفه بـ”الممارسات التي ارتكبتها عناصر تنتمي إليها وأزهقت أرواح عدد من أبناء القبيلة وزجت بالعشرات في السجون”.
وفي تبرير لأي اصطفاف من قبل أبناء القبيلة مع صالح، طالب بيان قبيلة حاشد زعيم الجماعة الحوثية “بمعالجة الاحتقان ومشاعر السخط لدى أبناء القبيلة نتيجة هذه المظالم المتراكمة والتراخي في حلها”.
ويلفت العديد من المحللين السياسيين إلى امتلاك الرئيس السابق الكثير من أوراق القوة في أي مواجهة شاملة قد تحدث مع الجماعة الحوثية، وعلى رأس ذلك قدرته وحزبه على سحب الغطاء السياسي والشعبي من الحوثيين.
وبات المتمردون الموالون لإيران، مهددين بخسارة الحاضنة الشعبية لهم في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلاب والتي يتمتع فيها الرئيس السابق بشعبية كبيرة وعلاقات عميقة مع رجال القبائل وخصوصا في ما يسمى “طوق صنعاء القبلي” وهو ما قد يغير من معادلة الحرب برمتها مع تمركز قوات ضاربة من الجيش الوطني اليمني على مسافة غير بعيدة في منطقتي نهم وصرواح المتاخمتين لطوق صنعاء.
واتهم القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام محمد علي علاو في تصريح لـ”العرب” أطرافا خارجية بالعمل على تغيير خارطة التحالفات اليمنية لصالح المشروع الإيراني. وكشف علاو وهو عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام عن حصوله على معلومات تؤكد وجود علاقة بين توقيت التصعيد الحوثي والمباحثات السرية بين الحوثيين والإخوان المسلمين فرع اليمن (حزب الإصلاح) التي تجري تحت رعاية قطرية إيرانية تركية.
وأشار علاو إلى أن الاتفاق المبدئي بين الحوثيين وتيار مهم في حزب الإصلاح يحظى بتمويل قطري أفضى إلى ضرورة فض الشراكة بين الرئيس السابق والحوثي وإقصاء حزب المؤتمر والتخلص من صالح وقيادات حزبه، تمهيدا لبناء واقع جديد على الأرض يتكون من الأطراف المعادية للتحالف العربي بقيادة السعودية بما يضمن توظيف الحركتين ضمن أدوات الصراع الإقليمي في المنطقة وبعيدا عن مصالح اليمن.
وبحسب علاو، فإن المباحثات الحوثية الإخوانية تمت بتنسيق من قبل أحد قيادات تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض سابقا والمتواجد حاليا في صنعاء، والذي أشرف على وضع خطة لتفجير الأوضاع عسكريا وأمنيا في العاصمة خلال احتفال الحوثيين بمولد الرسول.
ولكن هذه الخطة انكشفت لحزب المؤتمر قبل الفعالية بأسبوعين وبالتالي تم أخذ الاحتياطات اللازمة لإفشالها، الأمر الذي وضع الحوثيين في مأزق وفشل ذريع.