دول الخليج
«أبوظبي» تحتضن 3600 نوع من الكائنات البرية والبحرية
كشف تقييم الموائل الطبيعية في إمارة أبوظبي الذي نفذته هيئة البيئة للتعرف إلى حالة الموائل البرية والبحرية، ورصد التغيرات التي طرأت عليها، عن مساهمة التعاون المشترك بين الجهات الحكومية والتخطيط المتكامل لاستخدام الأراضي في الحفاظ على أكثر من 99% من الموائل الطبيعية الحرجة في الإمارة التي تحتضن 3600 نوع من الكائنات البرية والبحرية. وشمل التقييم الذي رصد التغييرات التي طرأت على استخدام الأراضي منذ عام 2013 إلى الآن الموائل كافة، بما في ذلك الجبلية والأودية في منطقة العين، والمناطق الصحراوية الساحلية والداخلية في منطقة الظفرة، وأشجار القرم في مدينة أبوظبي. وأكدت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، أهمية الموائل الطبيعية الحرجة والحساسة بيئياً في إمارة أبوظبي، وضرورة ضمان صحتها وتوزيعها، وذلك لما لها دور في استمرار العديد من أنواع الحياة البرية الرئيسة التي تحتضنها الإمارة، والتي تزيد على 3600 نوع من الكائنات البرية والبحرية، مثل المها العربي وغزال الريم والسلاحف البحرية المعرضة لخطر الانقراض، وغيرها من أنواع الحياة البرية.وقالت المبارك في تصريح صحفي: «إن هيئة البيئة ومنذ إنشائها، تُجري دراسات بحثية وعمليات تقييم دورية للتعرف إلى وفرة وصحة وتوزيع الموائل والأنواع في الإمارة، بما فيها الموائل الطبيعية الحرجة والحساسة بيئياً، وتعتبر حماية الموائل التي تعتمد عليها الحياة البرية في الغذاء والمأوى من أفضل السبل للمحافظة على هذا التنوع الحيوي المهم». وذكرت المبارك أن «تحقيق التوازن بين النمو العمراني وحماية التنوع البيولوجي يعتبر مهمة صعبة، ولكنها أساسية، وقد وضعت حكومة أبوظبي هدفاً واضحاً على مستوى إمارة أبوظبي، يتمثل في استخدام الموارد البرية والبحرية بشكل مستدام، حيث حددت الالتزام بالمحافظة على ما يزيد على 80% من هذه الموائل كمؤشر معتمد، وهو الأمر الذي لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الشراكة الفعالة والتعاون بين هيئة البيئة في أبوظبي والجهات الحكومية الأخرى، وعلى رأسها دائرة التخطيط العمراني والبلديات ودائرة النقل، وغيرها من الجهات، حيث تلتزم هذه الجهات بالشروط البيئية عند وضع الخطط المستقبلية، وعند إصدار تصاريح المشاريع التطويرية».وأشارت المبارك إلى أن هذا التعاون أثمر عن المحافظة على ما يزيد على 99% من الموائل الطبيعية على الرغم من الضغوط الناجمة عن سرعة التطور العمراني والصناعي، والتي تؤدي إلى فقدان وتدهور الموائل، إضافة إلى التأثير السلبي للتغير المناخي. لافتة إلى أن التقييم اعتمد على واحدة من أكثر خرائط الموائل دقة وتفصيلاً في العالم التي أعدتها الهيئة في عام 2013، والتي تعتبر كخط أساس لوجود جميع الموائل، ومن ثم تم استخدام منهج مبتكر لتقييم صور الأقمار الصناعية الرقمية الحالية، لتحديد التغيرات التي طرأت على استخدام الأراضي منذ عام 2013 إلى الآن. وأكدت المبارك أهمية النتائج التي توصل إليها هذا التقييم، والتي تعتبر إيجابية للغاية، ويدل على نجاح التعاون المشترك بين مختلف الجهات، انطلاقاً من الشعور بأن المحافظة على البيئة هي مسؤولية جماعية، كما تدل النتائج على نجاح الخطط الموضوعة لحماية الموائل البرية والبحرية الحرجة في الإمارة. ولإتاحة الفرصة للشركاء والمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص للتعرف إلى الموائل الطبيعية في إمارة أبوظبي، طور الباحثون في هيئة البيئة – أبوظبي دليلاً إرشــــادياً لتصنيــــف الموائــــل وحمايـــتها في إمارة أبوظبي، وتم تحميله على الموقع الإلكتروني للهيئة، بهدف تحديد أولويات الحماية للموائل البحرية والبرية الأكثر قيمة لكل من الطبيعة والإنسان. كما يعتبر هذا الدليل أداة إدارية لمساعدة المطورين على تخطيط المشاريع بطريقة تساعدهم في الحفاظ على الموائل، والتخفيف من الآثار السلبية على هذه الموائل، وبخاصة الحرجة والحساسة بيئياً. |