السعودية
زوار معرض روائع آثار المملكة السعودية في متحف اللوفر أبو ظبي مبهورون بحضارات المملكة
حظي معرض “روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي يقام حاليا في متحف اللوفر أبو ظبي, بإقبال واسع من الزوار من مختلف الجنسيات، نظرا لما تحمله من معلومات مهمة عن تاريخ وحضارات المملكة والجزيرة العربية.
وعبر زوار المعرض عن ابهارهم بما شاهدوه من قطع فريدة ومميزة في أشكالها وقيمتها الأثرية التي تبرز تاريخ المملكة وما شهدته أرضها من حضارات متعاقبة عبر التاريخ، وأشاروا إلى أن ما شاهدوه في المعرض يؤكد تميز المملكة في مجال الآثار وتطورها في مجال تقنية اكتشاف هذه الكنوز وطريقة حفظها.
وقال مدير عام الهيئة الوطنية للمتاحف الفرنسية سابقاً بيير فرانس زمور، إن المعرض حدث تراثي وثقافي غاية في الأهمية، ويمثل ذاكرة الصحراء الضاربة في القدم، حيث كانت التجارة شريان حياة العالم، وكان طريق التجارة العربي المار عبر المنطقة العربية من أشهر وأكبر الممرات التجارية حول العالم آنذاك، وقد أقيم معرض مشابه بعنوان «روائع آثار السعودية» في متحف «لوفر باريس» عام 2010م، وحقق جماهيرية كبيرة في فرنسا وأوروبا، وتابعه آلاف المهتمين بتاريخ المنطقة العربية والحضارة العريقة لهذه المنطقة المهمة في التاريخ .
وأضاف أن المعرض الذي يستضيفه «لوفر أبوظبي» هذا العام يعرض 466 قطعة أثرية لحضارة شبه الجزيرة العربية وأرض الحجاز ومملكة «كنده العربية» عام 200 ق.م، حدث ثقافي وتاريخي غاية في الأهمية ويهتم به آلاف الأشخاص حول العالم، حيث يظهر نمط حياة أصيل لشعب عريق اهتم بالفروسية وتربية الصقور والصيد وحماية القوافل التجارية وتنظيمها وتسييرها، والمميز في الأمر أن المتحف الذي يقام في الإمارات يعكس صورة الماضي البعيد من قلب دولة مازالت تحافظ على روح الحضارة القديمة، وتعيش على روح الأصالة في ثوب معاصر.
بدورها أفادت الأثرية والباحثة بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث في باريس، سيمون غارودي، أن عشرات البعثات الأثرية العربية والغربية اكتشفت آلاف المواقع الأثرية المهمة في الإمارات والسعودية والبحرين خلال السنوات العشر الماضية تحديداً، وهذه الاكتشافات في غاية الأهمية بالنسبة لتاريخ الإنسانية، ومن الرائع أن تهتم الإمارات بشكل خاص بالمتاحف الوطنية لتمثل ذاكرة المنطقة، تحفظ للأجيال الحالية والقادمة تاريخ منطقة الخليج وحضارة الصحراء العربية المليئة بالأصالة والعراقة .
وأبانت أن الرائع في متحف «اللوفر أبوظبي»، أنه يعرض قيمة الماضي الرائعة بشكل متطور ومتقدم وفق أحدث وسائل وأدوات العرض والحفظ والتخزين، وهذا أمر مهم للغاية يجعل من السهل على ملايين المهتمين حول العالم متابعة معارض المتحف التي تقام بشكل مستمر لتقديم التاريخ العربي للعالم كما ينبغي أن يكون، وهي رسالة راقية نحيي الإمارات وقادتها على تبني هذا المجهود وهذه القيمة الإنسانية المهمة التي يولونها أهمية كبيرة، بشكل يؤكد أن رقي الحاضر الإماراتي نابع من أصالة الماضي.
وعدّ الفنان التشكيلي وعضو مجلس أمناء متحف أورسيه الفرنسي، جان دي كورني، أن متحف «اللوفر أبوظبي» خزينة كنوز مهمة للحضارة العربية في منطقة الخليج، حيث يضم آلاف القطع الأثرية التي تعكس نمط الحياة العربية عبر العصور، تم جمعها من الإمارات والسعودية والبحرين ومصر والعراق واليمن وعُمان، وتتعاون دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي بشكل جيد مع نظيراتها في الدول العربية تحديداً وحول العالم عموماً، وهو ما جعل «اللوفر أبوظبي» بمثابة ذاكرة تاريخية متكاملة تعكس صورة واقعية لتاريخ طويل كان العرب خلاله أصحاب حضارة وأصالة، فبمجرد التجول داخل المتحف تدخل التاريخ مجسماً أمام ناظريك، وتغوص في أعماقه مبحراً في آلة الزمن، فلا تشعر بالحاضر وتتجرد من أحاسيس المكان والزمان لتعيش بفضل العرض الجيد والتوزيع المتناسق وتقسيم المعرض المدروس بعناية، وكأنك واحد من فرسان العرب، وهو ما يجعل «لوفر أبوظبي» أكبر من كونه مجرد متحف يضم قطعاً أثرية، فهو حالة فريدة ومتميزة نجحت في خلقها الإمارات وسط عاصمتها، لتقول للعالم نحن هنا.
فيما قال الباحث الهندي عليم الدين، إن المعرض مهم جداً، وأنا أتعرف إلى منحوتات من العصر الحجري، وينظر الإنسان إلى تحف عمرها عشرات آلاف السنين، وهذا يجعلنا نعيد التفكير في كثير من الأمور ونتساءل كيف حفظت هذه القطع، رغم الظروف البيئية المعروفة بالمنطقة، مؤكداً أن هذا يدل على مدى التقنية والعمل الجاد الذي يتم لاكتشاف هذه الكنوز وطريقة حفظها أيضا.
وأكدت الزائرة السيدة كابرا، أن التمعن بهذا التراث العظيم مهم جداً، مشيرة إلى أنها لم تكن تعلم الكثير عن تراث الجزيرة العربية، وأن إقامة المعارض شيء مهم لتواصل المعرفة الثقافية بين الناس، مبينة أنها شاهدت قطعاً جاءت من جميع أنحاء العالم، مما يوطد التفاهم والتواصل بين الشعوب والمجتمعات، فمن خلال زيارة المتاحف نعرف بعضنا أكثر.