الكويت

الكويت: لا مصالحة في ميانمار دون مراعاة حقوق الإنسان

أكدت الكويت انه لا يمكن تحقيق مصالحة وطنية دائمة في ميانمار دون المساءلة واتباع نهج يقوم على مراعاة حقوق الانسان وسيادة القانون.

جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي خلال جلسة عقدها مجلس الأمن تحت عنوان «الجرائم المرتكبة في ميانمار: أين نقف على موضوع المساءلة» حيث نظم الجلسة كل من الكويت وألمانيا وبيرو.

وقال العتيبي إن الجلسة التي تأتي بعد مرور ثلاثة أعوام على اندلاع اعمال العنف في ولاية راكين تهدف الى تسليط الضوء على موضوع المساءلة كونها احد اهم المطالب الرئيسية المفترض تنفيذها من قبل حكومة ميانمار.

وأضاف ان الجميع يعلم ان اعمال العنف في شمال ولاية راكين ادت الى مقتل الآلاف من اقلية الروهينغيا واضطرار 742 ألفا غيرهم للفرار من ميانمار لإنقاذ أرواحهم من تلك الاعمال الوحشية التي تعرضوا لها حتى بلغ مجموع عدد النازحين اكثر من مليون لاجئ في كوكس بازار بحسب آخر احصائية لمفوضية شؤون اللاجئين خلال شهر يوليو الماضي.

وأكد العتيبي ضرورة استمرار مجلس الأمن والمجتمع الدولي بأسره في تذكير ميانمار بتنفيذ المتطلبات الواردة في البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن وكذلك توصيات لجنة كوفي عنان الاستشارية.

وأوضح ان توصيات اللجنة تتمثل في إنهاء اعمال العنف وتحسين الحالة الامنية وضمان وصول المساعدات الانسانية الى المناطق المتضررة في ولاية راكين والمساءلة أي بمعنى محاسبة مرتكبي تلك الجرائم في ولاية راكين.

وأشار العتيبي الى ان تنفيذ تلك المطالب الرئيسية هو الضمان لأي عودة طوعية وآمنة وكريمة للاجئين الى موطنهم الاصلي.

وذكر ان أعضاء مجلس الأمن قاموا بزيارة ميدانية لولاية راكين في ميانمار خلال شهر مايو من العام الماضي و«رأينا بأعيننا حجم وآثار الدمار والجرائم المرتكبة بحق أقلية الروهينغيا المسلمة في شمال تلك الولاية».

وقال إن «ما شاهدناه هو تأكيد على الروايات المروعة التي استمعنا اليها من لاجئي الروهينغيا الذين التقيناهم في مخيمات كوكس بازار تلك الروايات التي تتسق أيضا مع ما تضمنته العديد من التقارير الأممية بما فيها تقرير لجنة تقصي الحقائق التي أنشأها مجلس حقوق الانسان بشأن الانتهاكات التي وقعت هناك».

وذكر ان هذا المطلب بات الآن انسانيا وقانونيا ودوليا وحث ميانمار على التعاون مع مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان وجميع آليات الأمم المتحدة لحقوق الانسان في اسرع وقت ممكن.

وبين العتيبي ان لجنة التحقيق الوطنية التي أنشأتها حكومة ميانمار خطوة جيدة ولكن لابد لها من التعاون مع الآلية المنشأة من قبل مجلس حقوق الانسان لمحاسبة المتورطين في تلك الجرائم أو إحالتها الى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال «منذ بدء أعمال العنف صدرت عدة تقارير أممية من شأنها ان تساهم في تسهيل مهمة السلطات الحكومية في ميانمار على اجراء التحقيقات اللازمة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تقرير رئيس البعثة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن ميانمار، كما صدرت تقارير اخرى تضمنت تشخيصا دقيقا لمسببات الأزمة الراهنة وطرق معالجتها».

وأشار الى هذه التقارير ومنها التقرير المستقل لتقصي دور الأمم المتحدة في ميانمار أو ما يعرف بتقرير روزينثال تبين جميعها حجم الأزمة في ميانمار، وتكشف أن الجرائم المرتكبة في ولاية راكين انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان وان العديد من تلك الانتهاكات ترقى بلا شك الى اخطر الجرائم بموجب القانون الدولي والتي ستكون لها آثار شديدة على العديد من الاجيال القادمة.

وأكد الاهمية القصوى بالإسراع في إجراءات المساءلة والتعاون الكامل مع أجهزة الأمم المتحدة، لافتا الى أن الإفلات من العقاب هو أخطر العوامل الاساسية المؤدية لارتكاب مزيد من الانتهاكات وعليه فإن أعمال العنف ستستمر ما لم تعالج مسألة الافلات من العقاب.

وأشار الى صعوبة عودة لاجئي الروهينغيا الى ميانمار من دون مساءلة الجناة والسماح لهم بالافلات من العقاب، متسائلا عن استطاعة الروهينغيا العودة والاعتماد على قوات الأمن لحمايتهم.

 

(وكالة أنباء الكويت)

إغلاق