السعودية
السعودية تسعى لإعادة إمدادات النفط عقب انخفاض إنتاجها للخام إلى النصف
انخفض إنتاج السعودية من النفط الخام إلى النصف بعد هجمات بطائرات مسيرة السبت تبناها الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن، استهدفت منشأتين نفطيتين. وتسعى السعودية منذ الأحد لتكثيف جهودها لإعادة تشغيل معملي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاور له والذي يضم حقلا نفطيا شاسعا.
عقب هجمات الحوثيين السبت على منشأتين نفطيتين في بقيق بالسعودية، كثفت المملكة الأحد الجهود لإعادة تشغيلهما بسرعة بسبب انخفاض إنتاج المملكة من الخام إلى النصف.
وصبت المملكة اهتمامها على استئناف الإنتاج في المنشأتين بينما انخفض مؤشر الأسهم السعودية بنسبة ثلاثة بالمئة مع بدء التداول صباح الأحد.
وتسببت انفجارات السبت باندلاع النيران في معملي بقيق، أكبر منشأة في العالم لمعالجة النفط، وخريص المجاور الذي يضم حقلا نفطيا شاسعا.
واستهدف الحوثيون عدة مرات في الماضي البنية التحتية السعودية في قطاع الطاقة، لكن العملية الأخيرة تختلف بطبيعتها وحجمها، إذ تسببت بتوقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5,7 ملايين برميل يوميا، أي ما يعادل قرابة ستة بالمئة من إمدادات الخام العالمية ونحو نصف إنتاج المملكة.
وصرح بيل فارين-برايس مدير مجموعة “آر إس إنيرجي” ومقرها لندن، أن “المارد خرج من القمقم”.
وأضاف “أصبح من الواضح الآن أن المنشآت النفطية السعودية والخليجية معرضة لمثل هذا النوع من الهجمات وهو ما يعني أن المخاطر الجيوسياسية للنفط سترتفع”.
ولم يتضح بعد الحجم الفعلي للأضرار ولا نوع الأسلحة التي استخدمت بينما تم منع الصحافيين من الاقتراب من المنشأتين وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية منصور التركي عدم سقوط أي ضحايا في الهجمات.
وأفادت أرامكو أنها ستلجأ لمخزوناتها النفطية لتعويض عملائها، لكن يمكن للحادثة أن تهز ثقة المستثمرين مع اقتراب موعد طرح جزء من أسهم المجموعة للاكتتاب العام الأولي.
وتأمل الحكومة السعودية جمع مئة مليار دولار استنادا إلى قيمة الشركة التي تقدر بـ2 ترليون دولار، في عملية تأجلت مرارا لعدة عوامل بينها انخفاض أسعار النفط.
وفي وقت تراقب الأسواق عن كثب مدى قدرة المملكة، التي تعد أكبر مصدر للنفط في العالم، على إعادة هذا القطاع إلى مساره الطبيعي، أفاد الرئيس التنفيذي لأرامكو أمين ناصر أن العمل جار لاستئناف الإنتاج بطاقته الكاملة.
بدوره، أفاد وزير الطاقة السعودي الجديد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة ستلجأ لمنشآتها الضخمة لتخزين النفط المخصصة لأوقات الأزمات لتعويض الانخفاض الذي طرأ على الإنتاج.
وبنت الرياض خمس منشآت تخزين ضخمة تحت الأرض في مناطق عدة من البلاد قادرة على استيعاب عشرات ملايين البراميل من المنتجات البترولية المكررة على أنواعها.
وتبنى الحوثيون المدعومون من طهران في اليمن المجاور، حيث يخوض التحالف الذي تقوده الرياض حربا مستمرة منذ خمس سنوات، هجمات السبت التي استهدفت معملين تابعين لمجموعة أرامكو الحكومية العملاقة.
(فرانس 24)