سلطنة عمان

دماء شبابية جديدة والمرأة تضاعف تمثيلها بمجلس شورى عُمان التاسع

أسفرت انتخابات مجلس الشورى العُمانى للفترة التاسعة للسنوات الأربع القادمة (2019 ـ 2023)، التى جرت فى السابع والعشرين من أكتوبر 2019، عن تغيير واسع طرأ على المجلس الحالي، حيث غادر أكثر من ثلثى الأعضاء السابقين مقاعدهم، وحل مكانهم أعضاء يصل أكثرهم القبة البرلمانية للمرة الأولى.
وضاعفت النساء العمانيات، اللاتى مثّلن نحو نصف القوى الانتخابية، مقاعدهن فى المجلس الجديد، بحصول سيدتين على ثقة الناخبين، وسط منافسة شديدة من الرجال.
وبلغ إجمالى عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم فى انتخابات الفترة التاسعة 350.581 ناخباً وناخبة، بنسبة مشاركة بلغت 49 ‎فى المائة، بما فى ذلك الناخبون العمانيون من الخارج. وبالنسبة للولايات، فقد بلغت أعلى نسبة مشاركة فى ولاية صلالة بمحافظة ظفار، بنسبة 71 فى المائة من إجمالى الناخبين المسجلين هناك.
وقد أسفرت النتائج عن فوز سيدتين، هما: الدكتورة طاهرة بنت عبد الخالق اللواتية عن ولاية مطرح، وفضيلة بنت عبد الله الرحيلية عن ولاية صحار، وكان يمكن أن تأخذ المرأة نصيباً أكبر بسبب كثافة المشاركة النسوية عبر التصويت فى هذه الانتخابات.
ويعزوا محللون الحصيلة المتواضعة التى نالتها المرأة إلى أن الصوت النسائى لم يقدم دعماً يعتد به لتجربة المرأة فى الحياة السياسية، رغم وجود أسماء نسائية لامعة ذات خبرة لم يحالفهن الحظ فى هذه الانتخابات. ومع ذلك، حققت النساء اختراقاً قرّبهن كثيراً للفوز كما فى ولاية صحار، أما فى ولاية صور فقد حققت الدكتورة سالمة الفارسية إنجازاً بحصولها على المركز الرابع.
ومقارنة بالفترة الثامنة من الشورى العُمانية، لم تمثل المرأة إلا بمقعد واحد، فازت به نعمة بنت جميل البوسعيدية ممثلة عن ولاية السيب، التى لم يحالفها الحظ لتجديد حضورها فى المجلس الجديد.
والنائبتان الفائزتان فى المجلس الجديد الدكتورة طاهرة اللواتية، وهى إعلامية استشارية نفسية وأسرية، وتحمل الدكتوراه فى النقد الأدبى والنفسي، والدكتورة فضيلة الرحيلية، ولديها دكتوراه فى مناهج وطرق تدريس الرياضيات، وهى رئيسة جمعية المرأة بصحار.
وأكدت نتائج الانتخابات رغبة الناخبين العُمانيين فى التغيير، فرغم أن نحو ثلث أعضاء المجلس السابق لم يتقدموا لترشيح أنفسهم فى الانتخابات الأخيرة، فإن ثلث الأعضاء السابقين لم يحصلوا على ثقة الناخب من جديد، وبالتالى فإن المجلس المنتخب يمثل تغييراً بنسبة ثلثى الأعضاء تقريباً. ودخل المجلس الجديد نحو 30 عضواً سابقاً من بين 86 عضواً (بنسبة 30 فى المائة من إجمالى الأعضاء)، وعاد لمجلس الشورى 5 أعضاء سبق دخولهم القبة البرلمانية، ولم يكونوا ضمن أعضاء المجلس السابق، وفاز رئيس المجلس السابق خالد بن هلال المعولى بفارق ضئيل عن منافسه، حيث حصل على 953 صوتاً.
وثمة عناصر شبابية جديدة تدخل قبة البرلمان للمرة الأولى، وذلك بالنظر إلى مؤهلات المرشحين للفترة الحالية، بينهم 28 مرشحاً ومرشحةً من حملة الدكتوراه، منهم 26 مرشحاً ومرشحتان اثنتان، و75 مرشحاً ومرشحةً من حملة الماجستير منهم 67 مرشحاً و8 مرشحات، و195 مرشحاً ومرشحةً من حملة البكالوريوس، منهم 185 مرشحاً و10 مرشحات، و65 من حملة شهادة الدبلوم العالى منهم 60 مرشحًا و5 مرشحات، و274 مرشحاً ومرشحةً من حملة دبلوم التعليم العام منهم 259 مرشحاً و15 مرشحةً.
وانتخب المواطنون عضوين ممثلين للولاية التى يصــل عدد سكانها 30 ألف نسمة وأكثر، وعــضو واحد للولاية التى يقل عدد سكانها عن 30 ألف نسمة، وبلغ عدد الولايات التى يزيد عدد سكان كل منها على 30 ألف نسمة 25 ولاية من بين 61 ولاية فى السلطنة، و36 ولاية يقل عدد سكان كل منها عن 30 ألف نسمة.
وتميزت الانتخابات التى جرت وسط مشاركة وطنية بالسهولة والوضوح والشفافية، وبوعى يعزز النموذج والخصوصية العمانية فى مسيرة الشورى.. وقد شهدت الانتخابات ارتفاعاً بنسبة 20 فى المائة فى عدد العُمانيين المسجلين فى القيد الانتخابي، مقارنة بالدورة السابقة، كما أن نسبة المترشحين (التى بلغت 637 مترشحاً) شهدت زيادة عن الدورة الثامنة، وتضاعفت أعداد النساء المترشحات من 21 امرأة إلى 40 مترشحة.
وخلال هذه الانتخابات كانت هناك مرشحات من النساء فى كل المحافظات العُمانية، باستثناء محافظتين اثنتين، هما محافظة الوسطى ومحافظة مسندم وكان أكبر عدد من المرشحات فى محافظة مسقط، حيث بلغ عددهن 20 مرشحة، ثم محافظة الداخلية، بعدد 6 مرشحات.
وإجمالاً فقد بلغ عدد أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة 86 عضواً، منهم امرأتان تمثلان ولايتى مطرح وصحار، وبلغ عدد الأعضاء الجدد فى المجلس 57 عضوًا، منهم امرأتان بنسبة 66.28%، و29 عضواً تمت إعادة انتخابهم من الفترة الثامنة، بنسبة 33.72%.
وتميزت انتخابات الشورى العُمانية فى فترتها التاسعة، بأنها إلكترونية فى كل مراحلها، بدءاً من التسجيل الانتخابى للناخبين الجدد الذين بلغوا سن الحادية والعشرين ويتمتعون بحق التصويت، حتى عمليات نقل القيد وتغيير المقر الانتخابي، وعمليات الترشح، وإعلان قوائم المرشحين والناخبين، بالإضافة لعمليات التصويت والفرز. وتم استخدام 994 جهاز تصويت توزعت على 110 مراكز انتخابية، منها 5 مراكز للتصويت الموحد.
وكشف التغيير الواسع الذى شهدته نتائج انتخابات مجلس الشورى العٌمانى للفترة التاسعة عن تنامى الوعى السياسى وحسن الاختيار لدى الناخب العُماني، وأن هناك تقّبلاً لما هو جديد.
يشار إلى أن مجلس الشورى العمانى الذى أنشئ عام 1991، بديلاً عن مجلس استشارى جرى تأسيسه عام 1981، هو مجلس استشارى ينتخب لولاية مدتها 4 سنوات، ويتمتع بصلاحيات مناقشة واقتراح وتعديل السياسات العامة والاقتصادية للدولة. ووفقاً لنظامه الأساسي، تقوم صلاحياته على إبداء الرأى والمناقشة ورفع التوصيات، لكنّه لا يتدخل فى المسائل المرتبطة بالدفاع والأمن الداخلى والسياسة الخارجية ويتم تعيين رئيسه بمرسوم سلطاني. كما أن مجلس الشورى العمانى (المنتخب) هو الغرفة الثانية فى مجلس الدولة (المعيّن)، حيث يشكلان معاً مجلس عُمان الذى يتكون من مجلسى الدولة والشورى.
(وكالة أنباء عمان)
إغلاق