سلطنة عمان
سلطنة عُمان تحتفل بالعيد الوطنى التاسع والأربعين وبنجاح الاستحقاق الانتخابى
تزامناً مع فترة احتفالات سلطنة عُمان يوم 18 نوفمبر بالعيد الوطنى التاسع والأربعين، يدشن الشعب العمانى مرحلة جديدة من الممارسة الديمقراطية والبرلمانية، بعد إتمام انتخابات مجلس الشورى التى لقيت اهتماماً كبيراً نظراً لأهمية المرحلة المقبلة.
فى مستهل ممارسته لمهامه، يعقد المجلس الأحد، جلسة استثنائية لانتخاب رئيس المجلس ونائبى الرئيس من بين أعضائه. تأتى الخطوات الإجرائية عملاً بأحكام النظام الأساسى للدولة، التى تنظِّم إجراءات الجلسة الاستثنائية، والآلية المتبعة فى عقدها، والتى أشارت نصاً إلى أنَّ مجلس الشورى يجتمع بدعوة من السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان فى جلسة استثنائية تسبق دور الانعقاد لانتخاب رئيس للمجلس ونائبين للرئيس لمثل فترته، وبالأغلبية المطلقة.
تشهد الفترة الجديدة توسعاً فى عدد الأعضاء وتجديداً لدماء العمل البرلمانى نتيجة وصول عدد من الكفاءات لتحقيق طموح وتطلعات وآمال الوطن والمواطنين، حيث تم انتخاب 86 عضواً بينهم امرأتان، ومن ضمنهم 55 عضواً جديداً و31 عضواً تمت إعادة انتخابهم، ومن بين الأعضاء الجدد 5 أعضاء سبق أن كانت لهم تجارب سابقة فى المجلس عبر انتخابهم فى الفترة السابعة.
من جانبها أعلنت الأمانة العامة للمجلس أنها أعدَّتْ برنامجَ الجلسة وقامت بالتحضير لها سابقا بهدف تهيئة الأجواء لإجراء هذه الانتخابات الداخلية وإنجاحها حيث تجرى بشكل سرى ومباشر. كما ثمن الجهود الملموسة فى الإعداد والتنظيم الجيد للعملية الانتخابية، ما انعكس على نجاحها.
وبعد ماراثون ديمقراطى تم اختيار أعضاء المجلس الجديد لدورة تمتد لأربع سنوات بعد أن أدلى المواطنون بأصواتهم فى جميع ولايات السلطنة. ودخلت المجلس أسماء شابة فى تأكيد على قوة حضور الشباب ومشاركتهم.
وقد وصلت امرأتان لعضوية المجلس، هما الدكتورة طاهرة بنت عبدالخالق اللواتية عن ولاية مطرح وفضيلة بنت عبدالله الرحيلية عن ولاية صحار.
وأكدت وزارة الداخلية المشرفة على الانتخابات أن عملية التصويت سارت بانسيابية ويسر فى جميع محافظات السلطنة.
وشهدت 110 مراكز انتخابية إقبالاً تحول أحياناً إلى زحام نظراً للإقبال الكبير، ما دعا اللجنة الرئيسية للانتخابات لتمديد فترة التصويت إلى الساعة التاسعة بعد أن كان مقرراً لها أن تنتهى عند الساعة السابعة مساء.
ورغم التمديد لساعتين فإن المراكز بقيت تشهد إقبالاً إلى اللحظات الأخيرة، ولم يستغرق وقت التصويت فى أغلب الأحيان أكثر من دقيقتين.
سارت الانتخابات فى جميع المراكز فى جميع المحافظات بشكل جيد، وأشاد الجميع بالتنظيم وانسيابية الحركة، وتعاونت اللجان الفنية بشكل سريع لتقديم كل التسهيلات الفنية.
ولأول مرة استغنت السلطنة عن صناديق الاقتراع واستبدلتها بأجهزة إلكترونية وهو ما لقى إشادة من صحفيين وإعلاميين من مختلف أنحاء العالم حضروا لتغطية الانتخابات بعد أن شاهدوا سهولة الانتخابات وسرعتها. وكانت أجهزة التصويت قد فتحت أمام الناخبين فى تمام الساعة السابعة صباحاً، وحضر الكثيرون من المرشحين إلى القاعات وتأكدوا من حضور مراقبين قضاة من عدم وجود أصوات سابقة فى الأجهزة. وأشرف قضاة وقانونيون وتقنيون على عمليات الفرز الإلكترونية فى كل الولايات، وأعلنت وزارة الداخلية النتائج تباعاً، وشاركت مختلف الفئات العمرية فى العملية الانتخابية، إلا أن الشباب سجلوا حضوراً كبيراً فى مراكز الانتخابات، وأكدوا فى حوارات أنهم حضروا تأدية للواجب الوطنى ومشاركة فى رسم خارطة مستقبلهم.
وقد أكد السيد حمود بن فيصل البوسعيدى، وزير الداخلية، أن الشورى العُمانية ماضية نحو تحقيق المزيد من أهدافها الوطنية باعتبارها أحد مقوّمات العمل الوطنى ودعامته الراسخة فى بناء الدولة العصرية التى أرسى قواعدها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان وشملت كل جوانبها التشريعية والتنظيمية وتتواكب مع الحداثة والتطور التقنى بما فيها انتخابات
اكتملت كل المراحل بهدوء، وبعيداً أيضاً عن أى ضجيج أو مظاهر غير محببة من تلك التى تشهدها الانتخابات فى دول أخرى.
فالدعاية الانتخابية محددة وفى نطاق شريف واضح وعبر وسائط معروفة للجميع، فى ظل الالتزام بقواعد الدعاية الانتخابية وتجنب كل ما حث القانون على تجنبه، وهو التزام تام وملموس.
كما تم احترام فترة الصمت الانتخابى وتمت إزالة لافتات ومظاهر الدعاية من الشوارع فى الموعد المحدد قبل أربع وعشرين ساعة من موعد التصويت، الذى تم على نحو يدعو لتقدير الأشقاء من المواطنين العمانيين.
نتيجة لكل ذلك تمثل انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة نقلة حضارية تؤكد وتبرهن مستوى التطور الذى بلغته مسيرة الديمقراطية العمانية، التى تستمد قوتها من المشاركة الإيجابية. لذلك فقد فازت عُمان حيث توافد الناخبون والناخبات فى صفوف ممتدة حتى خارج مقار المراكز الانتخابية.
فى رجع صدى أشادت الصحافة العالمية والعربية بالأداء الحضارى، الراقى الهادئ والمنظم ورفيع المستوى، فى كل مراحل التصويت، منذ الدخول الى مراكز الانتخاب، وحتى مغادرتها، خلال دقائق معدودة، وهو ما يعكس الطبيعة الانسانية المميزة للشخصية العمانية الهادئة والواعية، وتتسم بالود والقدرة على التواصل والاعتزاز بالذات واحترام الآخر أيضا، ولا تحب الصخب ولا الضجيج فى التعامل، ولا فى تسجيل الخيارات والمواقف، ويمتد ذلك بالطبع الى ممارسة حقها القانونى فى الانتخاب. ولذا يتنافس الجميع بود وبإخلاص من اجل تقديم الأفضل، ولا تترك نتائج الانتخابات أية آثار سلبية بين من فاز ومن لم يفز من المرشحين، لأن الجميع يسعى الى خدمة المجتمع، سواء من داخل مجلس الشورى أو من خارجه.
وعلى أرقى المستويات تم إقامة المركز الإعلامى للانتخابات ليقوم بتوفير كل التيسيرات والخدمات للصحفيين والإعلاميين والمراسلين من داخل وخارج السلطنة الذين تابعوا مراحلها فى جميع الولايات. كما ضم معرض للصور يتناول ملامح من مسيرة الشورى العمانية، وجولات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان فى الولايات منذ مطلع عقد السبعينيات.
وقد افتتح المركز السيد حمود بن فيصل البوسعيدى وزير الداخلية، وحضر احتفالية الافتتاح الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسنى وزير الإعلام، والدكتور عبدالله بن ناصر الحراصى رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والدكتور خليفة بن محمد بن عبدالله الحضرمى نائب رئيس المحكمة العليا رئيس اللجنة العليا للانتخابات، وقيادات وزارتى
وتم اختيار المراكز فى مقرات مدرسية تم تحديدها وتسميتها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم قبل وقت كاف وتمّت زيارتها من قبل اللجان الإدارية والفنية للوقوف على جاهزيتها والتأكد من ملاءمتها لسير العملية الانتخابية.
وتولى رئيس كل لجنة فتح أجهزة التصويت الإلكترونية “صوتك” قبل بدء عملية التصويت للتأكد من خلوها من أية أصوات أو أعطال وأنها لا تحمل أى صوت قبل الوقت المحدد.
(الوفد)