سياسة
دول الخليج تُعلّق على اغتيال سليماني.. ماذا قالت؟
أجمعت دول الخليج العربي على ضرورة ضبط النفس وتجنب مظاهر التصعيد، في تعليقها على اغتيال واشنطن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائب الحشد الشعبي بالعراق أبو مهدي المهندس في غارات بطائرات مسيرة، فجر الجمعة، بالقرب من مطار بغداد الدولي.
دولة قطر حذرت عبر وزارة خارجيتها من توالي مظاهر التصعيد بالعراق، لافتة إلى أن ذلك “قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها”.
وطالبت الخارجية القطرية وفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية “قنا”، “جميع الأطراف بضبط النفس وتجنيب العراق وشعبه وشعوب المنطقة الدخول في حلقة العنف المفرغة ومغبات التصعيد”.
ودعت الدوحة، “المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته تجاه المنطقة”.
وإلى الكويت، قال رئيس مجلس الأمة، مرزوق الغانم، الجمعة، إن التطورات والمستجدات الأخيرة تتطلب التفافاً حول القيادة السياسية.
وأردف الغانم في تغريدة على حسابه في موقع “تويتر”، قائلاً: “ما يحدث من تطورات متسارعة أمر ينذر بخطورة بالغة، ويتطلب تماسكاً اجتماعياً قوياً وحقيقياً وبعيداً عن الانفعال والصخب والتصرف اللامسؤول على حساب مصلحة الكويت”.
وأضاف موضحاً: “لقد مررنا ككويتيين بما هو أصعب، ونجحنا دائماً بفضل تعاضدنا والتسامي على خلافاتنا والتصرف ببعد نظر إزاء مستقبل بلدنا ومستقبل أبنائنا”.
في سياق متصل قال الناطق الرسمي للحكومة الكويتية، طارق المزرم، إن الحكومة تتابع باهتمام وقلق بالغين التطورات الإقليمية المتسارعة والأحداث الأخيرة وانعكاساتها على المنطقة.
ودعا المزرم، الذي يرأس أيضاً مركز التواصل الحكومي، في بيان صحفي، الجميع إلى الابتعاد عن الخطابات التي من شأنها المساس بالوحدة الوطنية، وعدم الانجراف خلف كل ما من شأنه إثارة النعرات والانقسامات.
وشدد على اتخاذ الحكومة “الإجراءات القانونية كافة تجاه ما يمس الحفاظ على أمن واستقرار البلاد في ظل الأوضاع الراهنة”.
وأكد إيمان الحكومة التام بحرية الرأي والتعبير وفق الأطر الدستورية والقوانين المنظمة، إلا أنها تدعو “المواطنين إلى التمسك بالثوابت الوطنية وممارسة حقوقهم بما لا يمس أمن البلاد ويسيء إلى مكونات المجتمع، والابتعاد عن نشر الإشاعات والأخبار غير الصحيحة، واستقاء المعلومات من مصادرها الرسمية”.
كما ناشدت الخارجية الكويتية المجتمع الدولي للمسارعة بالاضطلاع بمسؤولياته التاريخية في “صيانة أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية من العالم، والنأي بها عن مظاهر التصعيد”.
وطالبت أيضاً بالتحلي بأقصى درجات ضبط النفس والحكمة إزاء هذه التطورات، وصولاً إلى معالجة سياسية تجنب المنطقة مزيداً من التصعيد والمخاطر.
بدورها دعت السعودية إلى ضبط النفس إثر مقتل سليماني، وأكدت أن ذلك جاء نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية، عن مصدر مسؤول، أن المملكة تابعت الأحداث في العراق، “والتي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها”.
وأضاف البيان أنه “مع معرفة ما يتعرض له أمن المنطقة واستقرارها من عمليات وتهديدات من قبل المليشيات الإرهابية تتطلب إيقافها، فإن المملكة وفي ضوء التطورات المتسارعة تدعو إلى أهمية ضبط النفس لدرء كل ما قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بما لا تحمد عقباه”.
ودعا البيان السعودي المجتمع الدولي إلى وجوب اضطلاعه بمسؤولياته “لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن واستقرار هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع”.
من جانبه دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إلى تغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد.
وقال قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع “تويتر”: إنه “في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد”.
وأكمل في ذات التغريدة: إن “القضايا التي تواجهها المنطقة معقدة ومتراكمة وتعاني من فقدان الثقة بين الأطراف، والتعامل العقلاني يتطلب مقاربة هادئة وخالية من الانفعال”.
تعليق المنامة
أما البحرين فشددت على ضرورة “عدم التصعيد” من أجل تجاوز هذه المرحلة، والتصدي لكافة أشكال العنف والتطرف والإرهاب.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية “بنا”: إن “مملكة البحرين تطورات الأحداث في جمهورية العراق والتي جاءت نتيجة الأعمال الإرهابية المدانة والتي شجبتها المملكة”.
وأكدت المنامة على “أهمية التحرك العاجل للمجتمع الدولي واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة لما لها من أهمية حيوية واستراتيجية للعالم بأسره”.
وقف الرحلات الجوية
وفي موضوع ذي صلة أعلنت شركة “طيران الخليج” البحرينية، مساء الجمعة، تعليق رحلاتها إلى بغداد والنجف اعتباراً من اليوم وحتى إشعار آخر؛ تخوفاً من تبعات تصفية سليماني.
كما أعلنت شركة الطيران الملكية الأردنية هي الأخرى وقف تسيير الرحلات إلى بغداد حتى إشعار آخر، في حين ستجري الرحلات إلى باقي المدن العراقية كالمعتاد.
وكان التلفزيون العراقي الرسمي قد نقل عن مصدر في إعلام الحشد الشعبي، فجر الجمعة، أن اللواء سليماني قائد فيلق القدس، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد، قتلا في قصف استهدف سيارتهما على طريق مطار بغداد.
تأتي هذه التطورات على خلفية قيام عشرات المحتجين، الثلاثاء الماضي، باقتحام حرم السفارة الأمريكية في بغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب العراقية من إبعادهم إلى محيط السفارة.
الاقتحام جاء رداً على غارات جوية أمريكية، الأحد، استهدفت مواقع لكتائب “حزب الله” العراقي، أحد فصائل “الحشد الشعبي”، بمحافظة الأنبار، ما أسفر عن سقوط 28 قتيلاً و48 جريحاً بين مسلحي الكتائب.
وشنت الولايات المتحدة الضربات الجوية رداً على هجمات صاروخية شنتها الكتائب على قواعد عسكرية عراقية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين، قتل خلال إحداها مقاولاً مدنياً أمريكياً قرب مدينة كركوك.
ويتهم مسؤولون أمريكيون، إيران عبر وكلائها من الفصائل الشيعية، بشن هجمات صاروخية ضد قواعد عسكرية تستضيف جنوداً ودبلوماسيين أمريكيين في العراق، وهو ما تنفيه طهران.
الخليج اونلاين