سياسة
طالبة بحرينية تكشف عن ساعات الرعب التي عاشتها في «ووهان»
بين الخوف والوحدة، عاشت الطالبة البحرينية نور عليوي العائدة من قلب مدينة ووهان الصينية إلى مطار البحرين الدولي تلك المدينة التي تفشى فيها فيروس كورونا المستجد، ذلك الفيروس الذي يثير الرعب في كل دول العالم، والذي بلغت عدد الحالات المصابة بالفيروس على مستوى العالم وصل إلى 28276 حالة، بينها 216 حالة خارج الصين، وأن عدد الوفيات جراء هذا الفيروس وصلت إلى 564 حالة وفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية التي حددت تقييم المخاطر من الإصابة بالعالي إقليميا وعالميا، فيما حددت درجة المخاطر داخل الصين بالعالي جدا.
عادت «نور» التي كانت تدرس الطب في الصين، رغم أنها غادرت مطار البحرين الدولي قبل ستة أشهر إلى ووهان وهي تمني نفسها بالعودة إلى البحرين حاملة شهادة التخرج لتشارك أهلها وذويها الفرحة بإتمام سنوات الدراسة الست التي تحملتها خاصة أنها كانت في الفصل الأخير من دراستها، ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان.
نور غادرت الصين قبل أسبوع تقريبا على متن طائرة المملكة الأردنية الهاشمية برفقة 70 طالبا آخرين من 7 جنسيات مختلفة بعد أن قضت شهرين من العناء بعد الكشف عن هذا الفيروس الفتاك، وفور وصولها إلى مطار البحرين تم نقلها إلى مجمع السلمانية الطبي.
«أخبار الخليج» حرصت على التواصل مع «نور عليوي» هاتفيا داخل غرفة العزل بالسلمانية للاطمئنان عليها ولتروي لنا الساعات والأيام التي عاشتها في مدينة الأشباح أو «ووهان الصينية».
بدأت «نور» حديثها قائلة «ما يعور قلبي أن ألتقي بعائلتي بعد 6 أشهر من الغياب من خلف حاجز زجاجي»
وعادت طبيبة المستقبل لتكمل حديثها: أتفهم الإجراءات الاحترازية التي تطبقها وزارة الصحة في مملكة البحرين لمنع وصول الفيروس إلى مملكة البحرين، وأتطلع إلى انتهاء فترة العزل الممتدة حتى الخميس القادم حتى ألتقي بأهلي وأقاربي وأستمد منهم الدعم والمساندة بعد فترة البعد والغياب.
وكشفت الطالبة البحرينية تفاصيل خروجها من الصين، قائلة: «لقد وصلت إلى الأردن على طائرة أردنية بعد التنسيق الذي جرى بين وزارتي الصحة في البحرين والأردن، حيث هبطت الطائرة في مطار عمان بعد منتصف الليل، وبعدها أخذوا جوازات السفر وألبسونا ملابس معقمة وقاموا بقياس درجات حرارة الجميع، بعد ساعة تم نقلنا إلى أحد المستشفيات وتم توزيعنا على عدد من الغرف وأجريت لنا فحوصات الدم وقياسات الحرارة وضغط الدم، وتم عزلنا لمدة أسبوع.
وتستكمل نور قائلة: بعد ذلك تم ترتيب عودتي إلى المنامة على متن طائرة «طيران الخليج» على نفقة مملكة البحرين، حيث وصلت إلى المطار في الساعة الثانية عشر قبل منتصف ليل الجمعة، وتم اصطحابي لأحد العيادات الموجودة بجوار مكاتب الجوازات بالمطار حيث تم إجراء فحوصات لدرجة الحرارة وضغط الدم.
وتتابع: على الرغم من أن مسؤولي وزارة الصحة في البداية أخبروني بأن الحجر الطبي لمدة 14 يوما سيكون في بيتي، ولكنني فوجئت بأنهم وفروا لي سيارة إسعاف لنقلي إلى غرفة العزل بالسلمانية، لذا تواصلت مع والدي ليأخذ حقائبي».وتصف طالبة الطب التجهيزات المتوافرة في غرفة العزل بمجمع السلمانية بأنها جيدة وتوفر لها الخصوصية من حيث وجود حمام خاص لها وشباك يدخل لها الإضاءة والتهوية، مشيرة إلى أن الأطباء مروا عليها والتأكد من حالتها الصحية بعد أن جرى لها فحصا للدم، بالإضافة إلى قيام أطقم التمريض بقياس درجة حرارتها وضغط الدم بصورة دورية وكذلك أخذوا عينة من الأنف.
وقالت «الحمد لله، تحليل العينة جاء سلبيا».
وتسترجع الطالبة البحرينية الأيام التي قضتها في مدينة «ووهان» الصينية قائلة إنها كانت تعمل في المستشفى المركزي في مدينة ووهان، بل وأنها تعرفت على طبيب العيون لي وين ليانغ مكتشف فيروس «كورونا» الذي توفى بعد إصابته بالمرض، مضيفة أنه تم الكشف عن الكورونا في 24 ديسمبر 2019. ولكن الأمور لم تكن بهذا السوء في البداية، ولكن مع تفاقمها طلبت منا الجامعة التي ندرس بها عدم الذهاب إلى المستشفى، وأن نبقى في بيوتنا لأنها لا تريد أن تتحمل مسؤولية إصابة أحد من الطلبة الأجانب بالفيروس.
وتواصل نور قائلة إن الأمور كانت شبه مستقرة حتى منتصف شهر يناير، ولكن مع ما رصدناه من تحذيرات للمسؤولين الصينيين بعدم الخروج من المنازل، وما رأيناه من تحول مدينة ووهان التي كانت تعج بالناس تتحول إلى مدينة أشباح، خاصة بعد أن أغلقت كل الأسواق والمحال التجارية أبوابها، ولم يعد أحد يسير في الشارع إلا القليل.وتضيف: بعد فترة ألزمت السلطات الصينية المحال التجارية بفتح أبوابها من الصباح وحتى الخامسة مساء، ولكن مع إلزام مرتادي هذه المحال بقياس الحرارة وتسجيل بياناتهم في كل مرة يقومون بها بالتبضع.
وكشفت عن أن خوف الناس في ووهان دفعهم إلى عدم الذهاب إلى المستشفيات والاكتفاء بالتواصل الإلكتروني مع الأطباء لوصف الأعراض خوفا من انتقال العدوى لهم منها.
بعد كل هذه المعاناة عادت الطالبة البحرينية نور عليوي إلى أحضان بلادها، وتعد الساعات لتنتهي ساعات العزل الطبي لترتمي في أحضان أهلها.
اخبار الخليج