أخبارالإماراتدول الخليج
الإمارات: علاقاتنا مع فرنسا تاريخية واستراتيجية
أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أهمية الزيارة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا بعد غد (الاثنين)، وهي الزيارة الخارجية الأولى لسموه بعد توليه رئاسة الدولة.
وأكد الدكتو أنور بن محمد قرقاش أن أمن الإمارات مرتبط بالنظام والقانون الدولي، موضحاً أن الإمارات ترفض أي خرق للقانون الدولي من خلال استخدام القوة أو الاعتداء على سيادة الدول.
وعلى الصعيد العربي شدد على ضرورة تعزيز الدور العربي في سوريا، وقال إن عودتها تحتاج إلى إجماع عربي قد لا يكون جاهزاً خلال مؤتمر القمة المقبل.
وعن الشأن الإيراني قال أنور قرقاش «إن الدبلوماسية والحلول السياسية سبيل التعامل مع الملف الإيراني» وتابع موضحاً: إيران جارة ولا شك ولدينا قلق مستمر من السياسات الإيرانية الإقليمية التي نراها تضر إيران نفسها، ومواجهتها ستعقد المشهد الإقليمي ككل ونحن ننأى بأنفسنا عن كل التصريحات التي نسمعها من مسؤولين إسرائيليين وغيرهم في ما يتعلق بإيران».
وعن العلاقات التي تجمع الإمارات وفرنسا قال إنها علاقات تاريخية واستراتيجية، وأوضح أن العلاقات بين الإمارات وفرنسا تطورت بصورة مهمة جداً، بالمقارنة مع بدايات تأسيس دولة الإمارات حين كانت العلاقة أساساً في منتصف السبعينيات علاقة عسكرية أمنية، واليوم بعد أكثر من 40 سنة أصبحت علاقة متشعبة ومتنوعة وأصبح الشق الأمني والعسكري جزءاً منها. وأشار إلى أن الموقف الفرنسي مع الإمارات تجاه الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها كان مشرفاً ومقدراً.
جاء ذلك في إحاطة إعلامية افتراضية صباح أمس (الجمعة) حول زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى فرنسا بعد غد (الاثنين) وقال إن الزيارة هي الأولى لسموه خارج الدولة وتحمل الكثير من المعاني، وتعد تقديراً للعلاقة التاريخية والاستراتيجية بين البلدين، إضافة إلى إمكانية استكشاف السقف المستقبلي لهذه العلاقة.
وأضاف: تهدف الزيارة إلى تعزيز وتوسيع آفاق التعاون مع فرنسا، ومؤخراً أنهينا اجتماع الحوار الإستراتيجي مع فرنسا والذي يرأسه خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وهو الاجتماع الرابع عشر، ويعد اجتماعاً غير عادي لأنه احتوى على تفاصيل عديدة في مختلف الجوانب.
وأوضح أن التعاون في مجال الطاقة المستدامة من أهم المجالات التي نعمل فيها مع فرنسا، وقال إن الإمارات لها تاريخ ممتد إلى 15 عاماً في مجال التغير المناخي إلى جانب الاهتمام المتنامي بالطاقة المستدامة، مشيراً إلى أنه سيتم توقيع اتفاقيتين أساسيتين في مجال الطاقة خلال الزيارة، فموضوع التكنولوجيا هام جداً وأن أكبر مجموعات الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا موجودة في الإمارات بجهود فرنسية.
وقال: من تابع كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الأولى للمواطنين والمقيمين في الإمارات، سيرى أن التحدي التكنولوجي مهم لتحقيق قفزة في المسيرة التنموية بالدولة وهذه الجوانب نسعى إلى تعزيزها مع فرنسا.
وأكد الدكتور قرقاش أن التعاون مع فرنسا في مجال الثقافة والتعليم وثيق، فاليوم لدينا 60 ألف طالب في الإمارات يدرسون اللغة الفرنسية، و7 مدارس تدرس المناهج الفرنسية وجميعها من المدارس المتميزة وفقاً لما أكده لي السفير الفرنسي لدى الدولة، كما يعيش في الإمارات حوالي 35 ألف فرنسي، ومدينة دبي هي أكبر مدينة فرانكوفونية عربية في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الثقافة في مفهومنا وفي المفهوم الفرنسي هي أداة لخلق فكر تسامح، وأذكر عند افتتاح متحف اللوفر في أبوظبي قمنا بزيارة إلى فرنسا وتحدثنا مع محمد المبارك رئيس دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي في ذلك الوقت عن الافتتاح، موضحاً أن طلاب المدارس الذين يقومون بزيارة اللوفر من مختلف مناطق الإمارات يشاهدون العرض الثقافي الإنساني الكبير في المتحف.
وتناول قرقاش الشق التجاري في العلاقات بين الإمارات وفرنسا قائلاً: إن حجم التبادل التجاري بين البلدين يصل إلى 7 مليارات دولار، وهناك اتفاقيات عديدة تم توقيعها بين البلدين في ديسمبر/ كانون الأول 2021 عند زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون، جملة هذه الاتفاقيات في حدود 15 مليار يورو، إضافة إلى التزامنا بالبحث عن فرص في فرنسا بقيمة 1.4 مليار يورو.
وقال إن الجانب الاقتصادي مهم جداً حيث لدينا اليوم 600 شركة فرنسية تعمل في الإمارات وعندنا توتال أهم شركات البترول في العالم وهي جزء رئيسي من مكون الطاقة في الإمارات وعندنا العديد من المشاريع من هذا الجانب.
وعن الأزمة الروسية الأوكرانية أكد أن موقف الإمارات واضح ونحن دولة نرى أن أمننا يرتبط بالنظام الدولي والقانون الدولي، فأي خرق للقانون الدولي من خلال استخدام القوة أو الاعتداء على سيادة الدول نحن نرفضه من هذه الناحية، والشق الآخر: لدينا قناعة بأن حل الأزمات يجب أن يتم من خلال الحلول السياسية، ونحن نرى أن موقف فرنسا من هذه الناحية عملي وصلب ضد التدخل الروسي في أوكرانيا لكن لديه أيضاً قناعة بأن حل هذه المسألة يجب أن يكون سلمياً، وما أقوله هو أننا قريبون من ناحية رفض استخدام القوة ورفض الاعتداء على السيادة وقريبون جداً من ضرورة وجود حل سياسي، لأن هذه الأزمة لها تداعيات نراها اليوم على الطاقة وعلى الغذاء وعلى العلاقات الأوروبية وتداعياتها في المنطقة، وبالتالي لا بد من وجود حل سياسي.
وحول موقف الإمارات من الملف السوري أوضح أن موقف الإمارات مع سوريا كدولة وشعب وليس اصطفافاً مع أي طرف، وقناعتنا بعد 10 سنوات من الحرب أنه لا بد من وجود مخرج، ولا بد من تعزيز الدور العربي لكن عودة سوريا تحتاج إلى إجماع عربي قد لا يكون جاهزاً خلال مؤتمر القمة المقبل.
وأشار الدكتور أنور قرقاش إلى أن موقف الإمارات من الملف الإيراني هو أن إيران جارة ولا شك في أننا أيضاً لدينا قلق مستمر من السياسات الإيرانية الإقليمية التي نراها تضر إيران نفسها، ولكن لدينا قناعة كاملة بأن السبيل ليس المواجهة، لأن المواجهة ستعقد من المشهد الإقليمي ككل، ونحن حقيقة ننأى بأنفسنا عن كل التصريحات التي نسمعها من مسؤولين إسرائيليين وغيرهم في ما يتعلق بإيران، وسبيلنا مع إيران هو معرفة إن كانت هناك سياسة إقليمية مقلقة .. وبعد عقد صعب جداً على المنطقة فإن الطريق إلى الأمام من خلال الدبلوماسية والحلول السياسية، ومن هذا الواقع حوارنا مع فرنسا مستمر كما هو مستمر في جوانب أخرى أيضاً .. إيران شق كبير من هذا الحوار الذي وصفته بشفافية.
وأضاف أن الإمارات لن تكون جزءاً من محور ضد إيران، وأن أبوظبي ستدعم أي اتفاق بين السعودية وأمريكا إذا تم إبرامه خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى السعودية.
المصدر : صحيفة الخليج