سياسة

لبنان يتجه إلى السياحة الدينية والثقافية

‘احتفاء بتنوعنا’ مشروع يشمل أكثر من ألفي موقع أثري المرحلة الأولى منه تبدأ بأكثر من 250 موقعا موزعا بين الطوائف والمناطق.

بيروت – أطلق لبنان مشروع السياحة الدينية والثقافية الذي سيشمل أكثر من ألفي موقع أثري على أن تبدأ المرحلة الأولى بأكثر من 250 موقعا موزعا بين الطوائف والمناطق. وتولت وحدة السياحة الثقافية الدينية في رئاسة مجلس الوزراء إعداد هذا المشروع وأطلقته تحت عنوان “احتفاء بتنوعنا”.

حضر الاحتفال رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير السياحة أفيديس كيدنيان ولفيف من الشيوخ والمطارنة ورجال الدين من الطوائف اللبنانية والسفير الإيطالي في بيروت ماسيمو ماروتي الذي شاركت بلاده بالخبراء في إنجاز هذا المشروع.

وقال الحريري خلال الاحتفال “الزيارات الدينية هي عمليا من أولى النشاطات التي عرفتها البشرية وذلك عبر الانتقال من منطقة إلى أخرى لزيارة أماكن دينية وهذا النوع من السياحة تطور عبر العصور وصار يشمل المحجات والمقامات وأماكن العبادة حتى بات اليوم نشاطا سياحيا قائما بذاته”.

ويزخر لبنان بالأنهار والجبال والوديان المقدسة والمواقع الأثرية القديمة التي كانت بالأساس معابد، فبعلبك الرومانية في شرق البلاد بدأت كمعبد وتطورت إلى معابد، وفي أفقا بالقرب من جبيل في شمال بيروت هناك معبد عشتروت، كما أن صيدا في جنوب لبنان فيها معبد أشمون وهو مركز عبادة قديم لإله الشفاء الفينيقي.

وإضافة إلى الأماكن الأثرية الدينية والثقافية فقد ورد على لائحة المواقع التي أعدتها وحدة السياحة الثقافية والدينية أكثر من موقع تمّ وضعها على خريطة الدليل السياحي وبينها مغارة قانا الجليل في جنوب لبنان حيث وطئت أقدام السيد المسيح وصنع هناك معجزته الأولى بتحويل الماء إلى خمر.

وعلى أرض الجنوب أيضا تم تصنيف سيدة المنطرة موقعا سياحيا دينيا وهو المكان الذي انتظرت فيه السيدة مريم ابنها عندما ذهب إلى صيدا ليبشر بالدين المسيحي.

وهناك عشرات الأماكن العائدة للأولياء والأنبياء والصحابة وبينها مقام النبي أيوب في نيحا في جبل لبنان وضريح السيدة خولة ابنة الحسين بن علي في بعلبك ومقام النبي نوح في بلدة كرك نوح البقاعية ومقام النبي شيت في البقاع ومقام الإمام الأوزاعي إمام العيش المشترك في بيروت والمسجد المنصوري الكبير في طرابلس الذي تعرض فيه شعرة مباركة من لحية النبي محمد.

واعتبر الحريري أن “هذا المشروع يأتي ليقول إنه ليس هناك من صراع ولا صدام بين المسيحية والإسلام، وإن لبنان هو الدليل على ذلك فهو تخطّى الحوار بين الأديان وأصبح مكانا للعيش المشترك بعدما تركت الأديان على أرض هذا البلد آثارا ومقامات ومعابد”.

وشرحت منسقة المشروع رلى عجوز مراحل التطبيق وقالت “نجتمع بكم اليوم وفي جعبتنا أكثر من 250 موقعا تراثيا دينيا أردناها عينة من أصل أكثر من ألفي موقع أثري تتوزع على مختلف الأراضي اللبنانية”.

وأشارت إلى أن عدد الزيارات إلى نحو 30 موقعا دينيا وصلت في السابق إلى أكثر من خمسة ملايين زيارة سنويا وسألت “هل بالإمكان تخيل الثروة التي بين أيدينا لو سلطنا الضوء على عدد أكبر من المواقع الدينية؟”.

وقال وزير السياحة أفيديس كيدنيان إن هذا البلد الصغير يتمتع بميزات سياحية طبيعية وتراثية لا يقع عليها السائح في دول أخرى وأعلن أن هذا المشروع سيتطور في المستقبل ليشمل كل المعالم الدينية المنتشرة في لبنان.

وكان البابا الراحل يوحنا بولس الثاني قد أعلن من بيروت أن لبنان هو “لبنان الرسالة” خلال زيارته عام 1997.

إغلاق