صحافة واعلام
اعتداء على الملاحة الدولية يدفع إلى التعجيل بتحرير الساحل الغربي لليمن
بقاء أجزاء من السواحل اليمنية بما لها من أهمية استراتيجية للمنطقة والعالم تحت رحمة الميليشيات ينطوي على تهديدات لمصالح مختلف دول العالم، لا سيما القوى الكبرى التي قد يجعلها تكرار الاعتداءات على الملاحة الدولية أكثر تفهّما لرغبة التحالف العربي في تسريع استكمال تحرير الساحل الغربي اليمني من قبضة المتمرّدين.
تعرّضت الملاحة الدولية قبالة السواحل اليمنية مجدّدا إلى اعتداء أعاد طرح ضرورة التعجيل بتأمين المياه الإقليمية اليمنية بشكل كامل حماية لأحد أهم شرايين النقل البحري والتجارة في العالم.
وماتزال أجزاء من الساحل الغربي لليمن خاضعة لسيطرة المتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والمدعومين من إيران.
وتمكّن التحالف العربي من انتزاع أجزاء مهمّة من ذلك الساحل من أيدي المتمرّدين ويطمح لدفع جهوده العسكرية باتجاه محافظة الحديدة التي يمثّل ميناؤها الاستراتيجي منفذا مهما لميليشيات الحوثي وصالح على البحر الأحمر ومنصّة لتهديد الملاحة الدولية.
وتلقى الحملة المرتقبة على الحديدة اعتراضا من الأمم المتحدة استنادا إلى ذرائع إنسانية، لكن القناعة الدولية تترسّخ بوجوب التسريع بحسم ملف الحديدة مع كلّ اعتداء على الملاحة الدولية.
وفي وقت سابق قال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد إن الحرب على ساحل البحر الأحمر أدت إلى تفاقم الحالة الإنسانية المأساوية في اليمن وأن الأنشطة العسكرية في المنطقة تعيق الحركة التجارية وتعرقل وصول الإمدادات الإنسانية.
وأعلن التحالف العربي، الخميس، تعرض ناقلة نفط تحمل علم جزر مارشال لإطلاق نار وذلك بينما كانت تسير وفق خط رحلتها في مضيق باب المندب الاستراتيجي بين جزيرتي ميون اليمنية، والسبع الجيبوتية.
وأوضح بيان لقيادة التحالف بثّته وكالة الأنباء السعودية الرسمية واس أنّ الاعتداء تمّ باستخدام زورق بحري وثلاث قذائف أر.بي.جي، دون أن يتسبّب في إصابة أحد من العاملين في السفينة التي واصلت طريقها في عرض البحر الأحمر.
وجددت قوات التحالف تحذيرها من أن “استمرار ممارسات الميليشيات الحوثية لأنشطة تهريب الأسلحة والذخائر للأراضي اليمنيّة تؤثر على أمن الملاحة في هذا الجزء الحيوي من العالم”.
وفي وقت سابق أفاد الموقع الإلكتروني للقوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي بتعرض ناقلة نفط لهجوم صاروخي في مضيق باب المندب.
ووفقا للموقع، فإن الناقلة التي تبلغ حمولتها 70362 طنا تدعى إم تي موسكي. ولم يذكر الموقع هوية الجهة التي نفّذت الهجوم الصاروخي على الناقلة، غير أنه نقل عن متحدث باسم القوة الأوروبية القول إن الهجوم “لا يبدو أنه من تنفيذ قراصنة وأنه يتصل على الأرجح بالاضطراب المستمر قبالة ساحل اليمن”.
وكان المتحدث يشير إلى المعارك الدائرة على الساحل الغربي اليمني بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، من جهة والحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة مقابلة.
يتجاوز القلق على سلامة الملاحة البحرية في المياه اليمنية دول المنطقة إلى أغلب دول العالم وقواه العظمى
ويتعرّض المتمرّدون هذه الأيام لضغط عسكري شديد من قبل الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي في مدينة تعز القريبة من باب المندب حيث تمكّن الجيش من السيطرة على مواقع هامّة بالمدينة من بينها القصر الجمهوري الذي كان يتّخذ معسكرا للمتمرّدين.
ويمثّل تحرير تعز بشكل كامل خطوة مهمّة باتجاه تحرير الساحل الغربي لليمن بعد أن تم في يناير الماضي تحرير مدينة المخا الواقعة إلى الشمال من تعز، والتي تحوي ميناء مهمّا وتعدّ محطة رئيسية باتجاه تحرير الحديدة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها عن تعرض ناقلة نفط لهجوم قبالة سواحل اليمن منذ بدء التحالف العربي بقيادة السعودية عملية عسكرية لدعم الشرعية باليمن في شهر مارس 2015.
وجاء الهجوم بعد أيام من رفض الحوثيين لخطة أممية تدعوهم إلى الانسحاب من الحديدة ومينائها الاستراتيجي من أجل تجنيبها عملية عسكرية للتحالف العربي.
وسبق لقوات التحالف أن أحبطت هجمات نفذتها زوارق تابعة لجماعة الحوثي ضد سفنه أو أهداف في السعودية، كان آخرها إعلان الداخلية السعودية في أبريل الماضي عن إحباط محاولة إرهابية حوثية باستخدام زورق مفخخ لتفجير رصيف ومحطة توزيع منتجات بترولية تابعة لشركة أرامكو النفطية الحكومية بجازان جنوب غربي المملكة.
وسبق أن أعلن التحالف في مارس الماضي، اعتراض 3 زوارق تابعة للحوثيين كانت تنوي مهاجمة سفن تابعة له قبالة ميناء ميدي بشمال غربي اليمن.
كما نفذت زوارق حوثية هجمات على سفن للتحالف العربي في المياه الإقليمية اليمنية، حيث أسفر هجوم على فرقاطة سعودية، أواخر يناير الماضي عن مقتل 2 من طاقمها وإصابة 3 آخرين، فيما تم استهداف سفينة إماراتية كانت تنقل مساعدات إنسانية إلى اليمن في أكتوبر من العام الماضي.
وفي ذات الشهر أُطلق صاروخان من أراض يسيطر عليها المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه سفن أميركية لكنهما وقعا في البحر قبل أن يبلغا الهدف. وردت الولايات المتحدة باستهداف ثلاث محطات رادار تابعة للحوثيين بصواريخ توماهوك.
ويتجاوز القلق على سلامة الملاحة البحرية في المياه اليمنية دول المنطقة وفي مقدّمتها دول الخليج التي تصدّر نفطها عبر تلك المياه، إلى أغلب دول العالم وقواه العظمى التي تجد لها مصالح كبرى في تأمين ممرات التجارة الدولية، لا سيما الولايات المتّحدة التي تبدي تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب وفاقا أكبر مع دول الخليج لا يستبعد أنّ ينتج عنه موقف أميركي إيجابي من عملية تحرير الساحل الغربي لليمن التي يعتزم التحالف العربي إطلاقها، وقد باتت ضرورة ملحّة تحتّمها حماية الملاحة الدولية.