صحافة واعلام
دمشق وحلفاؤها يكيفون خططهم الميدانية وفق التحركات الأميركية
يحقق الجيش السوري تقدما واضحا في عدد من الجبهات القتالية، في مقابل ذلك يلاحظ انكفاء فصائل المعارضة في أكثر من منطقة وجهة، ما يفسر الثقة المتزايدة التي يبديها الرئيس بشار الأسد الذي قال مؤخرا “إن الأمور تتحرك الآن في الاتجاه الصحيح.. الأسوأ بات وراءنا”.
ورغم اتفاق مناطق تخفيف التوتر يسارع النظام الخطى لتحييد وسط سوريا، بالتوازي مع تكثيف عملياته العسكرية لتطهير آخر جيوب تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة حلب، فيما تبقى عيونه مركزة على جنوب البلاد وشرقها حيث يكمن مدار اللعبة الكبرى التي ستحسم الصراع في هذا البلد.
وسيطر الجيش السوري، الأحد، على آخر بلدة كبيرة يتحصن بها تنظيم الدولة الإسلامية في حلب في شمال البلاد، وفق الإعلام الرسمي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله “تواصل وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقدّمها في الريف الشرقي لحلب ومطاردة مجموعات تنظيم داعش الإرهابي وتعيد الأمن والاستقرار إلى بلدة مسكنة الاستراتيجية وعدد من البلدات والمصالح الهامة”.
وتأتي السيطرة على مسكنة، الواقعة على الضفاف الغربية لبحيرة الأسد، في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري بدعم روسي منتصف يناير لطرد التنظيم الجهادي من ريف حلب الشرقي.
وتعد مسكنة إحدى أهم البلدات التي كان سيطر عليها التنظيم المتطرف في محافظة حلب، وتبعد حوالي 15 كيلومترا عن الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، حيث من المتوقع أن تبدأ قوات سوريا الديمقراطية، وذراعها الأقوى وحدات حماية الشعب الكردي، خلال أيام معركة لطرد الجهاديين من مدينة الرقة، معقلهم الأبرز في سوريا، مع الإشارة إلى أن أنقرة أعلنت، الأحد، أن تلك المعركة بدأت فعليا بحسب مسؤولين أميركيين.
وأوضح مصدر عسكري سوري أن “ناحية مسكنة هي آخر مركز تجمع سكاني مهم يقع على حدود ريف حلب الشرقي قبل الوصول إلى الرقة”، مشيرا إلى أن “من يسيطر على مسكنة يتحكم بالمحاور المؤدية من حلب إلى الرقة وبالعكس”.
ومنذ بدأ الجيش السوري عمليته العسكرية في ريف حلب الشرقي، تمكن من السيطرة على أكثر من 200 بلدة وقرية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واللافت أن تلك القرى والبلدات لم تشهد مواجهة فعلية بين عناصر التنظيم الجهادي والجيش السوري وحلفائه، الأمر الذي فتح أبواب التأويلات على مصراعيها، بين قائل بأن هذا يكرّس حقيقة أن داعش صنيعة النظام، وآخرين يرون أن الحملة التي يواجهها التنظيم من قبل أكثر من طرف وجهة وفقدانه لأغلب مناطقه (سوريا والعراق) يفقد عناصره الثقة ويدفعهم الى القبول السريع بالانسحاب.
وقال الرئيس بشار الأسد مؤخرا “الأمور تتحرك الآن في الاتجاه الصحيح، وهو اتجاه أفضل، لأننا نلحق الهزيمة بالإرهابيين”.
وأكد أنه “ما لم يقدّم الغرب وحلفاؤهم والدمى التابعة لهم دعما هائلاً لأولئك المتطرفين، فأنا متأكد أن الأسوأ بات وراءنا”.